Thursday, May 18, 2006

فستان فرح



وقفت نوال أمام المرآة مشدوهة وهي تنظر إلي التجاعيد التي غزت وجهها الرقيق دون سابق إنذار أو لعلها لم تفطن لهجوم الزمن عليها لانهماكها في العمل ... وودعت إحدي زبائنها بإبتسامتها البشوشة الوادعة كعادتها هذا اليوم بعد أن أنهت لها كافة فساتينها ... ولم تنسى العروس أن تدعو نوال لحضور حفل زفافها.
كم حفل حضرت وكم عروس جهزت ... أصبحت لاتذكر من كثرة السنوات... دخلت لغرفتها المتواضعة ونظرت حولها في وفي حلقها غصة وتجولت بعينيها بين أشيائها التي ترك الزمان بصماته عليها ... تذكرت وهي تنظر لكل قطعة في جهازها كيف اشترتها وكم كانت سعيدة وقتها وهي تحلم ببيت دافئ وزوج عطوف يظلل حياتها بحنانه ... أخرجت من الدولاب لفافة بيضاء كبيرة وهالها أن تجد أن فستانها الابيض الناصع قد مال لونه إلي الاصفرار !!!! وكيف لا وقد مرت سنون اصبحت لاتذكر عددها منذ أن قامت بحياكته وتطريزه على أمل أن ترتديه يوماً ما ... ولكن الزمن الذي ضن عليها بالفرح قد أحال لون الفستان الابيض الفرِح إلي صفرة حزينة . مدت أناملها الرقيقة التي أرهقها العمل وتحسست الفستان عاتبة على الزمان الذي لم يعطها الفرحة التي كانت تنتظرها ... ومرت السنون وعروس وراء عروس ونوال تنتظر دون جدوي ... وكل ماكانت تفعله كل عام هو ان تخرج الفستان وتنظر إليه ثم تعيده إلي أكفانه ثانية.

11 comments:

Anonymous said...

مبروك علي البلوج والبداية القوية .. وشكراً جميلاً علي تعليقاتك المجاملة الرقيقة في مدونتي وهذا شئ أسعدني كثيراً فشكرا لك ولكلماتك

القصة جميلة ومعبرة قوي حسيت فيها كلام كتير ماتقالش ومش مهم يتقال لأن المشهد مليان مشاعر حقيقية وبقايا أمل وفكرة صانعة الفرح للآخرين وهي محرومه منه تنتظرة ولكن طال الإنتظار .. فعلا أعجبتني كثيرا وقضيت معها وقتاً جميلاً شكراً لك

Bella said...

مرحبا اخي الكريم

بداية اشكرك على تشريفك لي واضافة مدونتي عندك

ثانيا انا لم اجاملك

بالعكس

اشعر اني لم استطع التعبير عما اردت قوله لاني لست فنانة مثلك


فالتعليق على اللوحات الفنية من غير الفنانين لايخرج عن القوالب المعتادة مثل ايه الحلاوة دي وايه الجمال ده

وكنت اتمنى التعليق بشكل متخصص على لوحاتك وكتاباتك الرائعة.

ولكن ماتقلقش
ملحوقة

سأعلق براحتي على الكتابات وربنا يقدرني هههههه

اما بخصوص القصة فقد كتبتها منذ فترة وكل مرة اقرأها اشعر بنفس شعور صاحبتها واحترت صراحة اين اضعها !!!

حتى وجودها في هذه المدونة اعتبرته غريبا, ربما لانها حزينة ويملؤها الانتظار .

على اي حال اتمنى الا يطول انتظار نوال وكل نوال.
وشكرا لك وسعيدة بمرورك وتعليقك

GoGa said...

مبروك علي البلوج
قصة رااااائعه معقوله انتي اللي كتبتيها دانتي فنانه بقي علي العموم استمري لأنها معبرة اوي رغم انها حزينه شويه
بس الشجن اللي فيها ده هو اللي مخليها رائعه

Anonymous said...

ياستي قولي لها ولا يهمك:)
ربك بيوزع الأرزاق، ولو مكنش من نصيبها دلوقتي ليها انها تشوف حالها لغاية ما ييجي نصيبها..الدنيا مش هتقف يعني على زواجها:)

Bella said...

مرحب جوجا

اشكرك على تعقيبك على قصتي وأخجلتم تواضعي ياافندم والله

بالفعل انا من كتبها منذ فترة ولي محاولات اخرى متفرقة منها ماهو كتابات ساخرة وبعض المقالات في بعض منتديات الحوار .

لكن هذه اول تجرب نشر في بلوج
وهذه القصة بالتحديد اعتز بها رغم مافيها من حزن وشجن.

شكرا لك مرة اخرى

على فكرة اعجبني البلوج الخاص بك وساتجول فيه بمزاج فاستعدي

Bella said...

مرحب يحي

اتفق معك في ان كل شيئ في الدنيا نصيب ورزق
وكل فرد فينا له رزق معلوم لن يموت الا بعد ان يحصل على نصيبه الموعود بالكامل كما حدده له الله.
والزواج مثله مثل كل شيئ في حياة الانسان رزق ونصيب ولاحيلة في الرزق.

تحياتي

إبراهيم السيد said...

great story

Bella said...

مرحب سيد العارفين

نورت المدونة

وشكرا على رأيك في القصة

سجين فى قلب الوطن said...

أظن الفكرة الأساسية لم تكتمل هنا ؟
ام فاتنى شئ ما!!!!

لكن اظنها مشهد من حياة

فهل هو مشهد النهاية أم الأنتظار ؟؟


تقبلى تحياتى

mostafa rayan said...

القصة حلوة قوي علي فكرة حياتنا كدة بنحلم احلام كتير ونتمن يحاجات كتير لكنمابتحققش ونقول بكرةهيحصل لكن بكرة مابيجيش وفجأة نبص في المراية نلاقي التجاعيد ملاتنا ساعتها بس نعرف انالعمر سرقنا وجري من ايدينا بسرعة اسرع من سرعة الصوت

شريف اسماعيل Chérif Ismail said...

عزيزتي bella

قرأت فستان فرح وجاري تقييمها بأن تصلح للترجمه ام لا
اتمني ارسال قصائد اخري
شريف اسماعيل